[1] ... (الوضوء على ثلاثة أقسام
وندب الوضوء "للنوم على طهارة و" أيضا "إذا استيقظ منه" أي النوم "و" تجديده "للمدوامة عليه" لحديث بلال رضي الله عنه)
قوله: "للنوم على طهارة" ظاهره إنه لا يأتي بذلك المندوب إلا إذا أخذه النوم وهو متطهر فلو تطهر ثم اضطجع وأحدث فنام لا يكون آتيا به قوله: "وإذا استيقظ منه" مبادرة للطهارة قوله: "لحديث بلال" حاصل معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مناما أنه دخل الجنة وبلال أمامه يسمع خشخشة نعاله فسأله عن ذلك فقال: إني كلما أحدثت أتوضأ وأصلي ركعتين وسئل بعض الأفاضل هل يلبس في الجنة نعال فأجاب نعم مستدلا بهذا الحديث
[Hāshiyat al-Tahtāwī `alā Marāqī` al-Falāh Sharh Nūr al-īdhāh, p. 45-6, Qadīmi Kutub Khana, Karachi]
(وصفتها فرض للصلاة وواجب للطواف، قيل ومس المصحف للقول بأن المطهرين الملائكة، وسنة للنوم، ومندوب في نيف وثلاثين موضعا ذكرتها في الخزائن)
(قوله: وسنة للنوم) كذا في شرح الملتقى، لكن عده الشرنبلالي وغيره في المندوبات وجعل الأنواع ثلاثة فليحفظ ابن عبد الرزاق
[Radd al-Muhtār alā al-Durr al-Mukhtār, 1: 89, H.M. Saeed]
عن سعيد بن المسيب قال: قال أنس بن مالك: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا يومئذ ابن ثمان سنين، فذهبت بي أمي إليه، فقالت: يا رسول الله إن رجال الأنصار، ونساءهم قد أتحفوك غيري، وإني لم أجد ما أتحفك به إلا بني هذا، فاقبله مني يخدمك ما بدا لك قال: «فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشر سنين، فلم يضربني ضربة، ولم يسبني، ولم يعبس في وجهي» [ص:124] وكان أول ما أوصاني أن قال: «يا بني، اكتم سري تكن مؤمنا» فما أخبرت بسره أحدا قط، وإن أمي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، سألوني فما أخبرتهن بسره، ولا أخبر سره أحدا أبدا ثم قال: «يا بني، أسبغ الوضوء يزد في عمرك، ويحبك حافظاك» ثم قال: «يا بني، إن استطعت ألا تبيت إلا على وضوء فافعل، فإنه من أتاه الموت، وهو على وضوء أعطي الشهادة» ثم قال: «يا بني، إن استطعت ألا تزال تصلي فافعل، فإن الملائكة لا تزال تصلي عليك ما دمت تصلي» ثم قال: «يا بني، إياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة» ثم قال لي: «يا بني، إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك، وفرج بين أصابعك، وارفع يديك عن جنبيك، فإذا رفعت رأسك من الركوع فمكن لكل عضو موضعه، فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه» ثم قال لي: «يا بني، إذا سجدت فلا تنقر كما ينقر الديك، ولا تقع كما يقعي الكلب، ولا تفرش ذراعيك الأرض افتراش السبع، وافرش ظهر قدميك بالأرض، وضع إليتيك على عقبيك، فإن ذلك أيسر عليك يوم القيامة في حسابك» ثم قال لي: «يا بني، بالغ في الغسل من الجنابة، تخرج من مغتسلك ليس عليك ذنب، ولا خطيئة» قلت: بأبي، وأمي، ما المبالغة في الغسل؟ قال: «تبل أصول الشعر، وتنقي البشرة» ثم قال لي: «يا بني، إن قدرت أن تجعل من صلاتك في بيتك شيئا فافعل، فإنه يكثر خير بيتك» ثم قال لي: «يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم، يكون بركة عليك، وعلى أهل بيتك» ثم قال لي: «يا بني، إذا خرجت من أهلك فلا [ص:125] يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه، ترجع وقد زيد في حسناتك» ثم قال: «يا بني، إن قدرت أن تمسي، وتصبح ليس في قلبك غش لأحد فافعل» ثم قال لي: «يا أنس، إذا خرجت من أهلك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا ظننت أن له الفضل عليك فافعل» ثم قال لي: «يا بني، إن ذلك من سنتي، فمن أحيا سنتي، فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة» ثم قال لي: «يا بني، إن حفظت وصيتي فلا يكون شيء أحب إليك من الموت»
[Al-Mu`jam al-Awsat, 6: 123; Al-Mu`jam al-Saghīr li al-Tabrānī, 2: 100]
عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «طهروا هذه الأجساد طهركم الله، فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك، لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا»
[Al-Mu`jam al-Awsat, 5: 204; Al-Mu`jam al-Kabīr li al-TabrānI, 12: 446]